إن المجاهرة بالمعاصي من الذنوب التي يغفل عنها الكثيرون في زماننا هذا فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه ، فيقول : أعملت كذا وكذا ؟
فيقول : نعم ،
ويقول : أعملت كذا وكذا ؟
فيقول نعم ،...
فيقرره ثم يقول : إني سترت عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم )) صحيح البخاري
فلستر الله تعالى علينا نعمتان ..
إحداهما ظهورنا بالصورة الحسنة دائماً أمام الخلق وهذا في الدنيا
والأخرى مغفرة الله تعالى لذنوبنا يوم القيامة عند الحساب
ولكننا نرى في هذه الأيام أناساً لا يريدون هذه الصورة الحسنة..
بل على العكس يجاهرون بالصورة السئية ويتفاخرون بها ..
وفي هذا الفعل الشنيع ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه:
"كل أمتي معافى إلا المجاهرين
وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه
فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " . رواه البخاري ومسلم
وهذا بلا شك.. أمرٌ خطير جداً .. نتيجته عدم مغفرة الذنب ..
لكنه ينقسم إلى مجاهرةٍ ومفاخرة .. تستلزم الواحدة منها الأخرى بوجهٍ أو بآخر
فالمفاخرة بالمعصية.. تستلزم الإخبار بها والجهر بفعلها..
والمجاهر بالمعصية يفتخر بفعله هذا.. وإلا لما جهر بالمعصية والإثم
فالمجاهرة بالمعصية فيها استهزاء بالله جل وعلا.. أعاذنا الله وإياكم ..
وكأنك تقول: ها أنا ذا وقد عصيت الله ولم يحل بي شيء!
والمجاهر بالمعاصي الناشر لها في الحقيقة محارب لله
ويلقى جزاء أفعاله في الدنيا من ضيق وكدر وخزي ومهانة
وهذا بلا شك حلمٌ من الله تعالى..
فلو شاء الله لخسف به الأرض وهو يعصيه.. أو شل حركته قبل أن يعصيه..
ولكن جهل الإنسان وظلمه نفسه يمنعانه من إدراك ذلك والحكمة منه
إضافة إلى ذلك ففي الجهر استخفاف بشعور المؤمنين الصادقين و عناد لتعاليم الدين !
والمجاهر بالمعصية يقع في عدة معاصي أخرى.. منها :
كشف ستر الله تعالى
نشر الرذيلة بين المسلمين
الدعوة إلى المعصية والفساد
أما المفاخرة قد تؤدي بالإنسان إلى الردة والخروج من الإسلام والعياذ بالله
واقتبس هنا كلام الشيخ العثيمين
وقد يدخل تحت هذا من يرفع صوت الغناء والمسيقى في سيارته
أو من ينشر صور رذيله أو من يدخن السيجارة ولا يحترم أحد ..وغيرها ...
قال الله تعالى:
((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة))
النور 19
جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وهدانا وإياكم إلى الحق وإلى طريقه المستقيم